يحكي عبد الله بن طاهر وهو واحد من رجال الخليفة المأمون المقربين، يقول: كنت عند المأمون فنادى بالخادم: يا غلام.. فلم يجبه أحد، ثم نادى ثانيًا وصاح: يا غلام، فدخل غلام تركي وهو يقول: ما ينبغي للغلام أن يأكل ولا يشرب؟! كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام، إلى كم يا غلام؟ فنكس المأمون رأسه طويلاً فما شككت أن يأمرني بضرب عنقه، ثم نظر إليَّ، وقال: ياعبد الله إن الرجل إذا حسنت أخلاقه ساءت أخلاق خدمه، وإذا ساءتأخلاقه حسنت أخلاق خدمة، وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لتتحسن أخلاق خدمنا
.... فعلا
من الناس من إذا حسنت أخلاقك معهم ساءت أخلاقهم، وإذا ساء خلقك حسنت أخلاقهم، وهؤلاء لا يصلح معهم –مع ما جبلوا عليه- إلا الحذاء أو التجاهل، وقد اخترتُ الثانية! مع أن الحذاء أسهل
0 comments:
Post a Comment