Wednesday, December 23, 2009

هي.. رحمها الله

هي.. آهٍ
أكثر بشرِ له علي أيادٍ، ولا أخالني أوفيها عُشر حقها أبد الدهر
كانت كل دنياي، ماضي، وحاضري، وكنتُ أخالها مستقبلي، لولا أن عاجلني القدر باختطافها
تخيل أن يأتيك من يخبركِ أن الشخص الذي يمثل مركز حياتك سيغادر الدنيا بعد أيام
بقي لها قرابة العشرين يومًا، وتفارق الحياة.. الكبد في حالة سيئة للغاية.. لا أظن الأدوية ستفيد في شيء.. المسكنات وحدها تستخدم في مثل هذه الحالات لتخفيف الألم عن المريض خلال الأيام المتبقية له في هذه الدنيا
حينها تتوقف أرضك عن الدوران، ويستحيل ليلك ونهارك خلقًا آخر
تتغير خارطة عقلك، وتجد نفسك في مواجهة أكثر أسئلة الكون غموضًا (ماذا بعد؟
وأكثرها غرابة (هل حبك لهذا الشخص دافعه الأنانية؟ ألأنك تحتاجه تحبه؟
وأكثرها إحباطًا (هل تتوقف حياتك معها؟
وأكثرها إيلامًا (هل ستتحمل فقدها؟
ياااااااااااااااااااااه، حملٌ لم أكن أظن بشرًا يستطيع حمله
تخيل أن يُلقى على عاتقك هذا الحمل، وأنت الذي لم تخبر الدنيا، وكل علاقتك بها نوم وأكل ولعب، ولم تتحمل من أعبائها يومًا سوى عبء المذاكرة
حينها وجدتُ نفسي محاصرًا بين واقع لافرار منه، ولا أستطيع تجاهله ولا مواجهته ولا تغييره
واقع محتوم لابد آت، جعلني أقطع عشرات السنين في أيام، أو هكذا ظننتُ
/
/
/
/
وفي النهاية رحلت
بهدوء
رحمها الله، وأسكنها فسيح جناته

0 comments:

Followers

Followers

Pages


Blogger Templates by Isnaini Dot Com. Powered by Blogger and Supported by Urban Designs