Tuesday, July 28, 2009

أتدرون من ربي؟


أشعر دومًا أن من أكبر نعم الله علينا أن جعلنا له خلقًا وتفضل علينا أن كان لنا ربَّا

حينما تنقطع بي السبل، وتخذلني الأسباب، وتُغلق في وجهي كل الأبواب، يكاد قلبي يطير فرحًا حين أجد أبوابه مفتوحة، ورحماته ممدودة، ولطفه قريب، لا يطردني لجهالتي، ولا يحرمني لإجرامي، لكن يقضي حوائجي، ويعطيني حتى قبل أن أطلب، يلطف بي فإذا بي أكتشف –وياللعجب- أن ما كنتُ أظنه شرًا محضًا هو خير محض، لم يمنعني من شيء إلا وتبين لي –أنا المتسرع- أنه ما منعني إلا ليعطيني، وما حرمني إلا ليزيدني

حينما أشعر بمرارة الظلم، وقسوة سوط الجلاد، وتصرخ روحي بين ضلوعي من فرط الألم، ينهمر كرمه وجوده عليَّ أن أشعر به قريبًا، وبانتقامه من المتجبرين مؤكدًا، فتسكن نفسي ويهدأ روعي ويتحوَّل العملاق المتجبر (الظالم) إلى فأر أو هو أحقر

حينما ألتفِتُ إلى غيره، وأنشغل عنه، لم يُذَكِّرني إلا بجميل حلمه، وفرط إحسانه، ما يجعلني أتضاءل خجلا إلى أن أصير كالحلس البالي، وأنا معلق بين كرمه وجُرمِي، يكاد يقتلني الحياء لولا أن يتداركني بلطفه فيجعل الدموع تنفس عما بداخلي

حينما أنظر إلى وجه ابنَتَيَّ وزوجتِي، فيقتلني الحياء منه، كيف قابل جحودي بكرمه، فكيف حينما أقف مشدوهًا أمام انهمار رحماته ونعمائه؟

إن أتاني أحدهم بورقة وقلم وقال لي اكتب أفضل سيناريو لحياتك ما استطعتُ أن أضيف أو أحذف مما اختاره سبحانه أن يكون، وهذا ليس فلسفة بل هو شعور يلازمني دومًا؛ ذلك أني لم أعاين منه إلا كل جود ونعم، حتى ما رآه الناس –ورأيتُه لوقت- سوءًا، تبين بعدها أنه أول الخير وآخره وأوسطه

حينما تتقرب منه بنعمه، يجازيك بكرمه، وما لك فضل في الأولى ولا استحقاق في الثانية، إنما هو فرط كرمه وجوده أن يتفضل عليكَ بأن شرفك بالقرب منه، وأنعم عليكَ ووفقك، ثم هو يأبى إلا أن يعجل لعبيده بعض أجرهم الذي وعدهم عن غير استحقاق منهم في الدنيا قبل الآخرة، وإنما الأصل أن يشكر العبد سيده أن سمح له أصلا بالدخول عليه

فله الحمد يلطف بالمسيئين، فكيف بالمحسنين
له الحمد يفيض بنعمه على المدبرين فكيف بالمقبلين
له الحمد لم أعرفه إلا ربًا رحيمًا ودودًا، أرحم بي من أمي -على فرط رحمتها بي وشفقتها عليّ

فالحمد لله أن ربَّنا هو ربُّنا

يَمِينُه مَلْأَى لَا ‏ ‏يَغِيضُهَا ‏ ‏نَفَقَةٌ ‏ ‏سَحَّاءُ ‏ ‏اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْفَيْضُ أَوْ الْقَبْضُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

0 comments:

Followers

Followers

Pages


Blogger Templates by Isnaini Dot Com. Powered by Blogger and Supported by Urban Designs