Saturday, October 3, 2009

هل يستحق الصامتون الهواء الذي يتنفسونه؟


قطيع مكون من 150 متطرفًا إسرائيليًا، حاولوا اقتحام المسجد الأقصى عشيَّة عيد الغفران (يوم كيبور) تزامنًا مع ذكرى اندلاع انتفاضة الأقصى في سنة 2000، ردًا على اقتحام رئيس الوزراء الأسبق آريل شارون للمسجد وسط حراسة مشددة
لم تتحرك دولة عربية واحدة لوقف هذه المهزلة المتكررة، ولم تنبس أحدها ببنت شفة، وذرًا للرماد في الأعين -حتى لاتظل الأعين مفتوحة على هذه الفضيحة الكبرى- تابعت الجامعة العربية «بغضب شديد وقلق كبير العدوان الصارخ والمبيت على المسجد الأقصى» والحكومة الأردنية «أدانت بشدة وشجبت واستنكرت»، واستدعت القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان وطلبت إليه نقل الاحتجاج إلى حكومته. أما مصر -الكبرى- سكتت ولم تقل شيئا
قل لي أيها القاريء هل كنتَ تنتظر أصلا من هؤلاء أن يتحركوا؟
المقدسيون لم يكونوا يتوقعون شيئًا، لذلك أوقفوا الاقتحام الأخير بصدورهم العارية، حموا المسجد بأجسادهم وهاجموا المتطرفين اليهود بالحجارة والأحذية والكراسي. كما ذكرت التقارير الصحفية. لم ينتظروا تدخلا من الأمم المتحدة أوالرباعية الدولية، ولم يعلقوا أملا على أي موقف عربي، خرجوا منذ الصباح الباكر لحماية المسجد، بعدما دخل المتطرفون اليهود إلى باحته متنكرين على هيئة سياح. رشقهم الفلسطينيون بكل ما طالته أيديهم حتى صدوهم وردوهم على أعقابهم، وأمطرتهم الشرطة التي كانت تحمي المستوطنين بالرصاص المطاطي. مما أدى إلى إصابة 40 فلسطينيا، منهم اثنان في حالة خطرة، إضافة إلى تسعة من رجال الشرطة الإسرائيليين
في زمن النخوة قامت الدنيا ولم تقعد حين جرت محاولة إحراق منبر المسجد الأقصى في سنة 69، مما استدعى عقد القمة الإسلامية وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وتشكيل لجنة القدس. وبمضي الوقت ثبت أن الشيء الذي لم يعد متوافرا هو إرادة الدفاع عن القضية وعن أمن الأمة. ولذلك لم يكن غريبا أن يهب الفلسطينيون للدفاع عن المسجد الأقصى بأجسادهم، وبالحجارة والأحذية والكراسي
إن الأنظمة العربية لم تعد مؤتمنة على قضايا المصير، ولم يعد أمام شعوبنا العزلاء التي لم تهزم بعد سوى أن تدافع عنها بأجسادها وصدورها العارية، على الأقل حتى يأذن الله بفرج من عنده

منقول بتصرفٍ من مقال للكاتب الكبير فهمي هويدي بعنوان (الحجارة والأحذية هي الحل) أنصح بقرائته

0 comments:

Followers

Followers

Pages


Blogger Templates by Isnaini Dot Com. Powered by Blogger and Supported by Urban Designs